ماتعلمته من الحياة (What I Learned from Life) by Dr. Tawfiq A. Ansari

VERO BEACH, Fla. - April 17, 2024 - PRLog -- ألدكتور توفيق الأنصاري

كانت ولادتي  في  مدينة النجف التي أحببتُها  وأحببتُ الدفين  فيهاالإمام علي بن  أب طالب وأكملتُ  الدراسةالإبتدائية  والثانوية فيها انتقلتُ بعدها  إلى  بغداد للدراسة في  الكلية الطبّية تخرجتُ بعدها  عام 1956لأخدم في الجيش العراقي كطبيب لأكثر من عام عدتُ بعدها  لأكمل الإقامة في فروع  الطب الرئيسيّة في  المستشفى  الملكي (حاليّاً  مدينة الطب).

أبتدأتُ بعد  ذلك الخدمة  في  الأماكن النائية في الشمال والجنوب كطبيبٍ يمارس كلَّ فروع  الطب لمدّة ثمانية أعوامٍ أعطتني الخبرة العميقة والكفائة والسيطرة التامةِ في الممارسة  الطبيّة لكنّني  كنتُ أرى و أتألّم لما  يعانيه الفلّاح في سبيل لقمة العيش التي لا تتوفّر في  معظم الوقت  ليطعم  عائلته وكنتُ ارى  الفرق الكبير بينهُ وبين الإقطاعيّين. وكم كان  يحزُّ  في قلبي غياب ابسط الخدمات في القرى التي يعيشُ فيها هولاء المساكين كالماء الصالح  للشرب. أمّا  الكهرباء والمجاري فلا وجود لها. أما المدارس فشحيحة وبعيدةٌ. كلُّ ذلك أعطت الدكتور  توفيق دراسةً كاملة لما يعانيه المريض العراقي ومشاكله الإجتماعيّة والماليّة.

بعد ذلك  سافرتُ إلى بريطانيا أواخر عام 1968 وبقيتُ حوالي سبع سنوات اشتغلت خلالها في مستشفيات عديدة وفي نفس الوقت حصلّتُ على دبلومات اختصاص في امراض المتوطّنة والصحة العامة والأطفال ونجحتُ في الحصول على عضويّة الأطبّاء الملكيّة في أمراض الباطنيّة والأطفال وهما أعلى شهادات الإختصاص في بريطانيا وإيرلاندا الجنوبيّة لأعود بعدها إلى العراق عام 1973 لأشتغل إختصاصيّاً في مستشفى الكرامة ثمّ رئيساً لقسم الباطنيّة ثمّ مديراً لها. وبالرغم من نجاحي كطبيب إختصاصي بدأتْ معاناتي الكبرى وأنا أرى انعدام أبسط مظاهر الحريّة ناهيك عن السجون والمعتقلات وما تضمُّ من خيرة شباب العراق. ولم أستطع من الإنسجام مع دكتاتوريّة حكم  البعث  وما جرّهُ من ويلاتٍ وحروب. كلُّ ذلك دفعني لللإنغماس في  الشعر كمتنفّس أكملتُ خلالها دواويني الشعرية الخمس. وكانت عاصفة الصحراء أوجع ما قاسيتُ في حياتي وأنا ارى بغداد المهدّمة وآلاف الضحايا وانتقام الحكم من الشعب بعد فشل الثورة الشعبيّة.

وتميّزت هذه  الفترة أيضاً بنفاذ االأدوية والمعدّات الطبّية وغلاءها إضافةً إلى إرتفاع أسعار الأدوية والتحليلات المرضيّة ممّا جعل الممارسة الطبّية غيير ممكنة.

وكنتُ قد أُحِلتُ على التقاعد بعد أن لم تُعجب إدارتي للمستشفى ألمسؤلين خلال الحرب ممّا جعلني أفكّرجدّياً في الهجرة بعيداً عن ملاحقة النظام فسافرت بمساعدة إبني خفّاق إلى أمريكا عام 1994 وهناك أشتغلتُ في مستشفيات عيدة وأكملتُ ديواني الأخير عراقي في المهجر.

وبقيتُ أُمارس الطب الذي أحببته ومارسته لأكثر من 60عاماً وتقاعدتُ حين بلغتُ السابعة والثمانين عام 2017.

Publisher's Website
www.sbprabooks.com/TawfiqAnsari